تصاعد التوترات بين إثيوبيا والصومال على هامش قمة الاتحاد الإفريقي
تصاعد التوترات بين إثيوبيا والصومال على هامش قمة الاتحاد الإفريقي
تصاعدت التوترات بين إثيوبيا والصومال في جو من التخاصم المتزايد بين الدولتين الواقعتين في منطقة القرن الإفريقي، في افتتاح قمة الاتحاد القاري في أديس أبابا.
وسجّل تصعيد للتوتر بين الدولتين الجارتين والمتدهورة علاقاتهما على خلفية اتفاق بحري مثير للجدل، بسبب اتّهام الصومال للأمن الإثيوبي بمحاولة منع رئيسها من بلوغ المقر حيث تعقد القمة، وفق وكالة فرانس برس.
ويندرج الخلاف في إطار "سلسلة صعوبات" أشار إليها رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد في خطابه الافتتاحي للقمة المنعقدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
ورسم فقي "صورة قاتمة" للأوضاع في القارة، مشدّدا على وجوب أن يتصدى القادة الأفارقة لصراعات وانقلابات وأزمات سياسية لا تعد ولا تحصى تعصف بالقارة البالغ عدد سكانها 1,4 مليار نسمة.
التكتل الإفريقي الذي يضم 55 عضوا ويتخّذ مقرا له في أديس أبابا، لطالما واجه انتقادات لعدم فاعليته وعدم اتّخاذه خطوات فاعلة في مواجهة نزاعات كثيرة تعصف بالقارة واستيلاء على السلطة في عدد من دولها.
وفي مؤشر يدل على تأزم في العلاقات بين الدول الأعضاء، اتّهمت مقديشو أديس أبابا بانتهاج "سلوك شائن" والتصرّف بشكل "استفزازي" على خلفية الواقعة الأمنية المشار إليها، وطلبت من الاتحاد الإفريقي إجراء تحقيق كامل.
وقال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في تصريح لصحفيين، إن قوات الأمن الإثيوبية منعته للمرة الثانية من بلوغ مقر انعقاد القمة، وكان برفقة رئيس جيبوتي إسماعيل عمر غيلة.
وأوضح بعدما تمكّن في نهاية المطاف من بلوغ المقر "وقف جندي يحمل بندقية أمامنا ومنعنا من الوصول إلى هذه المنشأة".
لكن إثيوبيا شدّدت على أنها "رحبت بحرارة" بمحمود، إلا أنها لفتت إلى أن الوفد الصومالي مُنع عندما حاول عناصر الأمن التابعون له دخول المقر حاملين أسلحة.
مناحٍ مثيرة للقلق
تتّهم مقديشو أديس أبابا بانتهاك سيادتها على خلفية اتفاقية بحرية أبرمتها في كانون الثاني/ يناير مع منطقة أرض الصومال الانفصالية والتي أعلنت استقلالها في عام 1991 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
وكان فقي قد تطرّق في افتتاح القمة إلى "مناحٍ مثيرة للقلق" في منطقة القرن الإفريقي من دون الإشارة صراحة إلى الاتفاق البحري، لكنه شدّد على وجوب احترام سيادة كل دول المنطقة.
وندّد فقي بإخفاقات في التصدي لـ"تغيير حكومات بصورة غير دستورية" بعد سلسلة انقلابات في غرب إفريقيا.
وتُعقد القمة بغياب الغابون والنيجر بعدما عُلّقت عضويتاهما على خلفية انقلابات العام الماضي، كذلك تغيب مالي وغينيا والسودان وبوركينا فاسو للسبب نفسه.
وأعرب فقي عن قلقه إزاء الأزمة الدائرة في السنغال على خلفية إرجاء الرئيس ماكي سال في ربع الساعة الأخير انتخابات كانت مقررة الشهر الحالي في بلاد عادة ما توصف بأنها منارة للديمقراطية في غرب إفريقيا.
لكنه لفت إلى أنه يأمل أن تسود "روحية التوافق" بغية تنظيم "انتخابات شاملة وحرة وشفافة في أسرع وقت ممكن"، بعدما أبطل المجلس الدستوري خطوة سال.
وقال رئيس المفوضية إن السودان "ممزّق وغارق في الفوضى"، فيما ليبيا منقسمة وعرضة للتدخل الخارجي، ومنطقة الساحل تواجه فراغا خطيرا.
وقال إن منطقة البحيرات الكبرى في وسط إفريقيا تشهد تفاقما لـ"أزمات أزلية" يؤجّجها النزاع في شرق الكونغو الديمقراطية.
وشدّد فقي على أن "إفريقيا لا يمكن أن تبقى مكتوفة اليدين ولا تعمل على تعزيز السلام الحقيقي في المنطقة".
عشية افتتاح القمة، جمع وسيط الاتحاد الإفريقي الرئيس الأنغولي جواو لورينسو عدداً من رؤساء الدول الإفريقية في أديس أبابا لبحث الوضع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، في حضور الرئيس الكونغولي وخصمه الرواندي.
تحديات لم تتضاءل
تواجه الدول الإفريقية مجموعة من التحديات لا سيما انعدام الاستقرار السياسي والتغيّر المناخي والفقر و"العجز" في الحوكمة الاقتصادية وتهميش النساء والشباب في التنمية والقيادة.
وشدّد فقي على أن "تحدياتنا الأساسية لم تتضاءل من حيث الأهمية".
من خارج نطاق القارة ستشكّل الحرب بين إسرائيل وحماس ملفا ساخنا في القمة التي يحضرها رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية.
ودعا اشتية متحدّثا في القمة إلى فرض عقوبات على إسرائيل، وحضّ القادة الأفارقة على "إعلاء الصوت".
وتمكن التكتل من تجنب أزمة على جبهة أخرى عبر نزع فتيل التوترات حول الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي لمدة عام والتي انتقلت السبت من رئيس جزر القمر غزالي عثماني إلى الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني.
وعرقل الخلاف بين الجزائر والمغرب طويلا انتقال الرئاسة الدورية، ما يسلّط الضوء على الانقسامات الداخلية حتى في وقت يسعى فيه الاتحاد الإفريقي إلى أن يكون له حضور أقوى على الساحة الدولية بما في ذلك في مجموعة العشرين التي انضم إليها التكتل في سبتمبر.